برافو محمد السادس.. في موقف نادر وغير مسبوق قبلة عرفان من الملك إلى اليوسفي



مرة أخرى يبصم الملك محمد السادس على التميز، ويسجل للتاريخ واقعة غير مسبوقة في المسار السياسي للمغرب المعاصر.. فمباشرة بعد تعيينه لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يوم الإثنين الماضي، وتكليفه بتشكيل الحكومة، وانهماك هذا الأخير في البحث عن قنوات جديدة للتحالف، أصر الملك محمد السادس على الالتفات، بحس إنساني رفيع، إلى أحد الرموز الوطنية الكبار في تاريخ المغرب الحديث، عبد الرحمان اليوسفي الذي يكابد في مصحة بالدار البيضاء من أجل استرجاع عافيته.
ففي انسجام تام مع مبادئه كملك، وفي تناغم مع حسه الرفيع كملك للقرب، اقتطع محمد السادس وقتا ثمينا من أجندته، وآثر أن يزور وزيره الأول الأسبق، عبد الرحمان اليوسفي في غرفته بالمصحة، للاطمئنان على حالته عن قرب من جهة، ولبعث الاطمئنان في نفس هذا السياسي الوازن، حتى يتجاوز أزمته الصحية من جهة ثانية.

 في موقف نادر وغير مسبوق قبلة عرفان من الملك إلى اليوسفي  


وهذا في نظر كثير من المتتبعين سلوك غير مسبوق في سجل الزعماء العرب، ممن يحتفظون بعلاقات مكهربة مع من يقتسمون معهم بعض الصلاحيات لتدبير شؤون الحكم.. لذلك، يسجل الملك محمد السادس من جديد موقفا نبيلا آخرا، ناذر جدا، بأن ينحني للزعيم الاتحادي الذي ساهم من عمق التناوب في سلاسة انتقال الحكم بين ملكين، ليقبل رأسه بتواضع الإنسان الذي يسكنه.. إنها انحناءة تقدير وقبلة اعتراف بمكانة اليوسفي عند الجالس على العرش، والأكثر من ذلك، هي قبلة تبدو كما لو أنها خاتم سلطاني طبع رضاه التام على واحد ممن خدموا المغرب بحس وطني رفيع المستوى.
لقد فعلها الملك محمد السادس من جديد، وأظهر من خلال قبلته على رأس اليوسفي أن الملكية لا تتنكر لخدام المملكة، وأنها تحتفظ بصورة زهرية لكل من ترك بصمة عميقة في المسلسل الديمقراطي للبلاد، وأنها فوق كل شيء ملكية مواطنة، يمشي رمزها في الأسواق ويجوب الشوارع ويزور المرضى ويتأثر حين يلم مصاب بالأوفياء للعرش.. إنها قبلة عرفان من ملك لزعيم.. برافو محمد السادس.


 في موقف نادر وغير مسبوق قبلة عرفان من الملك إلى اليوسفي


 في موقف نادر وغير مسبوق قبلة عرفان من الملك إلى اليوسفي


                                                                                                  المصدر : شوف تيفي   
شاركه

عن Ushermen

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 commentaires :

إرسال تعليق